السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بالإشارة إلى استشارتي لكم (2116842) والتي أجاب عنها الدكتور محمد عبد العليم مشكورا, أود أن أشكره في البداية وأقول له " جزاك الله خيرا يا دكتور على ردك ونصحك الراقي" وبإذن المولى سآخذ به.
سألتني دكتورنا الفاضل عن الدواء الذي تستخدمه أمي كمهدئ وهو (Ativan lorazepam), وقد أصبح لها هذا الدواء كمصدر للحياة, وكما أخبرتك يا دكتور إنني عرضت والدتي على أكثر من طبيب نفسي, ولكنها بعد أن توافق بصعوبة ترفض الاستماع لنصحهم وإرشاداتهم, وترفض أي دواء آخر يقدمونه لها, وتتهمني بعد ذلك بأنني أحاول أن أضرها فهل ال(ativan) يا دكتور مازال له تأثير في حياتها أم أنه أصبح تعلقها به تعلقا وهميا لا يضر ولا ينفع؟ وهل حالة أمي تعتبر إدمانا؟ وهل الدواء الذي وصفته لها في ردك (رزبريادون) سيساعد على تحسن مزاجها, وحالتها النفسية ولن تشك وتتهم كل من حولها؟
أشكرك كثيرا يا دكتور؛ فردك خفف عني الكثير من الألم والتعب, وأمي ستظل أمي, آمل رضاها, والله يكتب الأجر ويعوضنا خيرا بطاعتها, وأكرر لك الشكر والامتنان.
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم.. الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على كلماتك الطيبة, وعلى هذا التوضيح الجميل، ونسأل الله تعالى لوالدتك العافية والصحة.
نعم عقار (لورازبيام) هو من الأدوية القديمة، وهو ينتمي إلى مجموعة من الأدوية تسمى (بالبنزوديزبين)، وهي من الأدوية المهدئة, المزيلة للقلق, والمحسنة للنوم، وهذا الدواء كان يمثل صرخة كبيرة جدًّا قبل ثلاثين عامًا كما تفضلت وذكرت، ولكن بعد ذلك اتضح أنه ربما يؤدي إلى نوع من التعود.
الإدمان عليه لا يكون مزعجًا إذا لم يلجأ المريض إلى رفع الجرعة، بمعنى أن المريض إذا رفع جرعاته من وقت لآخر ليصل إلى جرعات كبيرة هنا يكون الإزعاج, أما المريض الذي يتناول واحد مليجرام أو اثنين مليجرام يوميًا في أقصى الحالات فهذا وإن كان هنالك نوع من التعود لكننا لا نعتبره إدمانًا مطلقًا.
فلا تنزعجي أيتها الفاضلة الكريمة، فقط الذي أرجوه هو أن تكون جرعة (الأتيفان) في حدود الواحد إلى اثنين مليجرام يوميًا، وليس أكثر من ذلك, والمهم هو أن تبدأ الوالدة في تناول عقار (رزبريادون)، ويمكن أن تقولي لها أن هذا الدواء دواء فعال وممتاز, ونحن لا نريدك أن تتوقفي عن دوائك السابق في هذه المرحلة، ابدئي في تناول هذا الدواء - أي (الرزبريادون) مع دوائك السابق، وإن شاء الله تعالى سوف تحسين أنك أصبحت أفضل كثيرًا.
قولي لها إن هذا الدواء من الأدوية الحديثة، ودواؤك السابق هو دواء قديم نسبيًا، لن يسبب لك إن شاء الله أي ضرر، لكن تناول هذا الدواء مع الدواء الآخر سوف يجعلك في حالة نفسية أفضل كثيرًا.
إذن ابدئي معها (الرزبريادون) والجرعة التي تبدئين بها هي واحد مليجرام ليلاً، وبعد أسبوعين اجعلها اثنين مليجرام ليلاً، ثم بعد شهر يمكن أن ترفع الجرعة إلى ثلاثة مليجرام ليلاً، وهذه سوف تكون جرعة كافية جدًّا للقضاء على الظنان الاضطهادي الذي تعانين منه الوالدة.
(الرزبريادون) دواء جميل, ودواء راقٍ جدًّا لكنه يتطلب الصبر في تناوله، وفعاليته إن شاء الله تعالى تظهر بعد أربع إلى خمس أسابيع من الالتزام بجرعته بصورة مطلقة.
(الأتيفان) كما ذكرت لك يجب أن لا تتعدى الجرعة واحد إلى اثنين مليجرام، وبعد ذلك يمكن للوالدة أن تخففه بالتدرج بعد أن يؤدي (الرزبريادون) فعاليته، وإن أصرت على استعماله أعتقد أننا يجب أن لا ننزعج لهذا الأمر، لأن الدواء دواء تعودي، لكنه ما دام أنه لا يوجد رفع مطرد في جرعته فهذا ليس بالمخيف أبدًا.
أنا أود أن أطمئنك كثيرًا، وأشكرك كثيرًا، وأسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر والثواب لبرك بوالدتك، وأسأل الله لها الشفاء والعافية, والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة، ولنا جميعًا، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
الكاتب: د. محمد عبد العليم
المصدر: موقع إسلام ويب